نهم .. معارك الفرصة الأخيرة للجنرال “محسن”
يمنات
رشيد الحداد
تجددت المواجهات العسكرية بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، بإشراف شخصي من قبل نائب الرئيس، الجنرال علي محسن الأحمر، وبين مقاتلي حركة “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها، في نهم، شرق العاصمة صنعاء، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية دولية لإقرار خارطة سلام معدلة، تستبعد الجنرال الأحمر، الذراع العسكري لحزب “الاصلاح”، من منصبه كنائب للرئيس، وتبقي هادي رئيساً بدون صلاحيات، وهو ما دفع بالكثير من المراقبين إلى وصف تلك المعركة التي اشتدت في الآونة الأخيرة بـ”معركة البقاء”.
وارتبط اشتداد أو انحسار مواجهات نهم التي تخوضها القوات الموالية للرئيس هادي، والمسنودة جواً من قبل طيران “التحالف”، و”أنصار الله” والقوات المتحالفة معها، منذ 14 شهراً، بعودة المساعي الدولية التي يقودها المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أو فتورها. فمساعي ولد الشيخ، التي تتعارض مع مصالح حزب “الإصلاح” المستقبلية، تحولت إلى مؤشر لتصاعد المواجهات واشتداد أعمال العنف، في مديرية نهم على وجه الخصوص.
إستماتة
وتجددت المواجهات على غير عادتها هذه المرة، وامتدت إلى ستة محاور، فيما بدت القوات الموالية لهادي، والمسنودة بطيران “الآباتشي” وطيران “F16“، مستميتة أملاً في تحقيق تقدم نحو صنعاء، لكن تلك المحاولات تظهر كسابقاتها في العجز عن تحقيق أهدافها، والانتهاء غالباً إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى؛ ذلك أن القوات الموالية لهادي لا تواجه “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها فقط، بل تواجه تضاريس معقدة وقبائل ممانعة لـ”التحالف”، ولذا تلعب أرض المعركة دوراً بارزاً في تجسير الهوة بين الإمكانيات البشرية والمادية لطرفي الصراع.
خارطة الصراع
واتسعت خارطة المواجهات المسلحة خلال الأيام الماضية إلى ستة محاور في مديرية نهم، ناهيك عن معارك موازية تدور في جبهات مديرية صرواح (المشجع ـ كوفل ـ هيلان)، ومعارك ضارية تشهدها بعض مناطق مديرية المخدرة وجبل صلب في حريب القراميش.
و منذ الأربعاء الماضي، اشتدت المواجهات في جبل دوه والعياني والصافح والضبيب والضبوعة والتباب الحمراء وتباب القناصين، وسلسلة جبال السفينة وسلسلة جبال يام الاستراتيجية وجبال القتب والمنارة والمجاوحة والعقران الواقعة في أطراف مديرية نهم شرق صنعاء، فيما تم استهداف منطقة محلي وسوق مسورة وأم الركب ومنطقة الحول ونقيل بن غيلان بقذائق المدفعية وغارات الطيران.
كر وفر
مصدر في القوات الموالية لهادي تحدث عن سيطرة الأخيرة على وادي العقران وقطع خط نقيل بن غيلان. و أشار المصدر إلى أن تلك القوات تواصل تقدمها في جبل دوه، و تبة العياني.
و نقلت صحيفة “26 سبتمبر” الموالية لحكومة هادي عن السكرتير الإعلامي للمنطقة العسكرية السابعة، محمد الأشول، تأكيده سقوط قرية قطيش التابعة لإحدى قرى مديرية أرحب، إحدى مديريات محافظة صنعاء اليمنية التي تبلغ مساحتها 1275 كم²، بيد القوات الموالية لهادي.
و لفت الأشول إلى أن قوات هادي توغلت في أجزاء من سلسلة جبال السفينة وتبة القناصين والتبة الحمراء وجبال أخرى في منطقة الضبوعة.
في المقابل، أكّد مصدر عسكري قريب من “أنصار الله” تمكن القوات الموالية للحركة والمتحالفة معها، يوم الأحد، من السيطرة على تبة العياني وتبة أم ركب التي كانت تتمركز فيها القوات الموالية لهادي في مديرية نهم، التابعة لمحافظة صنعاء، وذلك بعد يوم واحد من إعلان قوات هادي السيطرة عليها.
و أفاد المصدر، في تصريح إلى “العربي”، بأن مقاتلي “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها صدوا خلال الأيام الثلاثة الماضية قرابة 50 محاولة زحف، تحت غطاء جوي كثيف.
تكتيك المواجهة
مصدر مقرب من “أنصار الله” كشف، لـ”العربي”، عن استخدام الحركة والقوات المتحالفة معها “تكتيكاً عسكرياً مرناً يتيح لهم الإنتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم بسهولة، ويقوم على وضع خط ناري وعملياتي متحرك أمام الوحدات القتالية المتقدمة، التي تسيطر على أودية وجبال وتلال ومواقع حساسة وهامّة، وتفرض السيطرة النارية على تلك المناطق. وفي حال الدفاع، تستخدم أسلوب الجدران الدفاعية الثابتة النصف قطرية، وذلك لعزل القوات المهاجمة في مساحة جغرافية معينة، كما تحافظ على القوات من الإستهداف المباشر من قبل الطيران، الذي يشن أعنف غاراته على المناطق التي تدور فيها المواجهات”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا